كنت في غرفة الولادة.. وحولي الممرضات من كل جانب..والطبيبة تمرُّ بين الحين والآخرلترىالوضع..فلما حانت ساعة الولادة واشتد بي الألم أخذت أردد الآياتالقرآنية..وكانت الطبيبة وحولهاالممرضات يقمن بعملهن..ثم فجأة توقفتالطبيبة ونظرت إلى ساعتها وقالت : لا بد من مناداة الطبيب فلان ..
فلماسمعتها رفضت ذلك وبإصرار وذكرتها بأن زوجي اشترط أن تكون المشرفة على توليديامرأة.. وإن لميتسن ذلك نذهب لمستشفى آخر.. ولكنها لم تعرني اهتماماًوخرجت ولم أدر إلا والطبيب يدخل عليّ وهو يغنيويغمز لهذه وتلك منالممرضات.. وقبل أن يصلني قلت له : لحظة... لا أريد رجلا..أرجوك اخرج ..
فضحك ساخرا...ونظر إلى من حوله وقال : من أنتن بلا رجال؟ الرجال هم سعدكم،هم هناؤكم..
فقلت له بلهجة جادة: أسألك بالله أن تخرج إن كانت حالتي لاتستدعي وجودك.. فقال وما زالمستهتراً :حالتكطبيعية ومستقرة ولكن الطبيبةانشغلت بأمر ما وأنا من سيقوم بدلاً عنها بتوليدك..وعناداً لك ولأمثالك من
(المعقدات) لن أخرج.. حينها استسلمت لله لنفاذ حيلتي وظللت أدعوا اللهوأتلوا بعض آياته ..بيمنا كانالطبيب يقوم بعمله كان أيضاً يتغزل بجمال هذهمن الممرضات وبجسد تلك..ويلقي عليهن عبارات مخجلةوهن يبتسمن ويبادلنه هذاالكلام (كان كلامهم باللغة الإنجليزية وبحكم عملي كمعلمة للغة الإنجليزية فقدفهمت كلامهم حرفياً من غير أن يعرفوا ذلك فهم يظنونني كالأخريات اللواتي لايعرفن فيها سوى
(yes-No)
فكنت أشعر بالغيظ والقهر مما أسمع فهل هذاوقته ؟أنا في حال وهم في حال آخر..
ولكني لم أفتأ عن ذكر اللهبصوت عالٍ ...
ثم رجع عن كلامه البذيء معهن ..وقال ساخراً : يا إلهي ..نحنالآن في 9 من شهر ذي الحجة وأنا مسلم ولايفترض أن أقول ما قلتُ ...ماذافعلتن بي أيتها الماكرات؟؟فضحك وضحكن معه ثم قال : لا يهم ..سأقول : استغفر الله وسيغفر لي ربي..
وبعدها قال لي : مبروك .. ولد.. فتصنعت الشكروقلت له باللغة الإنجليزيةهذه المرة : ( يا دكتور ..نحن في ليلة مباركة.. فليغفر الله لي ولكم ما ارتكبنا فيها )
فنظر إلي مندهشاً متعجباً وخرج وهوعلى هذه الحال..