اليمين الغمــــــــــــــوس
----------------------------
قال تعالى : " ولا تتخذوا أيمانَكم دَخلاً بينكم فتزِلَّ قَدمٌ بعدَ ثبوتِها وتذوقوا السوءَ بما صددتُم عن سبيلِ الله ولكم عذابٌ عظيمٌ " النحل -94 .
وقوله تعالى : " دَخَلاً " أي : مكراً وخيانة وخديعة . وقوله تعالى : " فتزلّ قدم بعد ثبوتها " أي : فتهلكوا بعد أن كنتم من الهلاك آمنين .
ومن حلف يميناً غموساً :
------------------------
1- لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان :
عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَن حَلفَ على يمينِ صبرٍ (1) يقتطعُ بها مالَ امرىءٍ مُسلمٍ هوَ فيها فاجر ، لقيَ اللهَ وهوَ عليهِ غَضبانُ ) . متفق عليه .
2- لقي الله عز وجل وهو عنه معرض :
قال صلى الله عليه وسلم في حادثة الرجلين أحدهما من حضرموت والآخر من كِندة عندما حلف الكندي على يمين : ( أما لئن حَلفَ على مالِهِ لِيَأكُلَهُ ظُلماً لَيَلقَيَنَّ اللهَ وهُوَ عنهُ مُعرِض ) رواه مسلم .
3- لا ينظر اللهُ إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم :
قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى الأشعري ....:
( إن هوَ اقتطعها بيمينه ظُلماً كان مِمن لا ينظرُ اللهُ عز وجلَّ إليه يومَ القيامة ، ولا يُزكيهِ ، ولهُ عذابٌ عظيمٌ ) قاله في رجل اقتطع أرض آخر . وقال الراوي : وَوَرِع الآخر فردّها . رواه أحمد في المسند وصححه شيخنا الألباني .
4- جُعلت في قلبه نكتة سوداء إلى يوم القيامة :
قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنِ اقتَطَعَ مالَ امرىءٍ مُسلِمٍ بيمين كاذبةٍ كانت نُكتَةً سَوداءُ في قلبِهِ لا يُغَيِّرُها شيءٌ إلى يومِ القيامة ) أخرجه الحاكم وغيره وصححه الألباني .
5- اليمين الغموس تُذهِبِ المال :
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( اليمينُ الفاجِرةُ تُذهِبُ المالَ ) صحيح الترغيب والترهيب .
6- اليمين الغموس تدع الديار بلاقع :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ليسَ مِمّا عُصيَ اللهُ به هو أعجلُ عِقاباً مِنَ البَغيِ ، وما مِن شيءٍ أُطيعَ اللهُ فيهِ أسرعُ ثواباً مِن الصِّلةِ ، واليمينُ الفاجرة تَدَعُ الدِّيارُ بلاقِعَ ) أخرجه البيهقي وحسنه الألباني .
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( تدع الديار بلاقع ) ؛ أي : تذرها قاعاً صفصفاً خالية من كل خير بعد أن كانت عامرة .
7- اليمين الغموس من أكبر الكبائر :
عن عبد الله بن أٌنيس الجُهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنَّ مِن أكبرِ الكبائِر : الشّركُ بالله ، وعقوقُ الوالدين ، واليمينُ الغموس ، وما حَلَفَ حالِفٌ بالله يمينَ صَبرٍ ، فأدخَلَ فيها مِثلَ جناحِ بعوضةٍ إلا جُعِلت نُكتةٌ في قلبه إلى يومِ القيامة ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
8- اليمين الغموس موجبة لدخول النار :
عن الحارث بن البرصاء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج بين الجمرتين وهو يقول : ( مَنِ اقتطعَ مالَ أخيهِ المُسلم بيمينٍ فاجِرَةٍ فَليتَبَوّأ مقعَدَهُ مِنَ النارِ ، ليُبَلِّغ شاهِدُكُم غائِبَكُم ) مرتين أو ثلاثاً ... أخرجه الحاكم وصححه الألباني .
9- اليمين الغموس تحرّم الجنة وتوجب النار وإن كان المحلوف عليه شيئاً يسيراً وبيان أن اليمين كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عند المنبر :
عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنِ اقتطعَ حقَّ امرىءٍ مسلمٍ بيمينه حرّمَ اللهُ عليهِ الجنةَ وأوجبَ لهُ النارَ ... قالوا : وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ؟ قال : وإن كان قضيباً من أراكٍ ، وإن كان قضيباً من أراكٍ ... ) قالها ثلاث مرات .... أخرجه مسلم .
10- اليمين الغموس لا كفارة لها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَن لقيَ اللهَ لا يُشركُ به شيئاً ، وأدى زكاةَ مالِهِ طيباً بها نفسُهُ مُحتسباً ، وسَمَعَ وأطاعَ ؛ فلهُ الجنة ، وخمسٌ ليسَ لهُنَّ كفارةٌ : الشِّركُ بالله ، وقتلُ النفسِ بغيرِ حقٍّ ، أو بَهتُ مؤمنٍ ، أو الفِرارُ يومَ الزَّحفِ ، أو يمينٌ صابِرَةٌ تقتَطِعُ مالاً بغيرِ حقٍّ ) أخرجه أحمد وحسنه الألباني .
-------------------------------------------
(1) أي : أُلزِم بها وحُبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحَكَم .
ونعلم جميعاً أن اليمين الغموس هي التي تغمس صاحبها في النار .
نقلاً عن كتاب ( التحذير من اليمين الغموس ) للشيخ "محمد شومان" بن أحمد الرملي ( بتصرف ).